بقلم :سلوى المؤيد
............................
كان على بن أبو طالب بصفته المستشار الأول في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنهما ،وساعده الأيمن في القضاء وتسيير شؤون الدوله بعد أن توسعت الفتوحات الإسلامية في أثناء خلافته .
ولقد ذكرت من قبل بعض القضايا الشرعية التي كان يستشير الخليفة عمر بن الخطاب مستشاره الأول علي بن أبي طالب رضي الله عنهما وهي :
*تزوجت إمرأة من شخص أثناء عدتها ..ففرق عمر بينها وبين زوجها وأعاد الصداق إلى بيت المال.
وصل ذلك الحكم الذي قضاه عمر إلى علي بن أبي طالب فجاء لعمر بن الخطاب وقال له
“وإن كان قد جهل الزوجان هذه السنة ،فلها المهر فيما استحل من فرجها..ويفرق بينهما .فإذا انقضت عدتها .،فهو خاطب لها من ابن الخطاب "
فوافق عمر على حكم علي في هذه القضية
*وقفت سيدة أمام الخليفة عمر بن الخطاب ليحاكمها بعد أن تعلقت بشاب من الأنصار ..وعندما لم يقبلها ،احتالت عليه ،بإن أخذت بيضة وألقت بصفارها ،وصبت البياض على ثوبها وبين فخذيها ..وصرخت وهي تقبل على الخليفة عمرلتشتكي اعتداء الشاب على عرضها قائلة :
"هذا الرجل ،غلبني على نفسي ،وفضحني بين أهلي ،وهذا عمله "
فسأل عمر النساء فقلن أنهن رأين على ثوبها وفخذها أثر المني .
فأراد عمر عقوبةهذا الشاب ،لكنه استغاث مدافعاً عن نفسه بإنه لم يمسها بعد أن حاولت إغرائه .
احتار عمر وكعادته استشار علي بن أبي طالب رضي الله عنهما قائلاً
"يا أبا الحسن ما ترى من أمرهما "
نظر علي إلى ما على ثوب المرأة ،ثم جاء بماء حار شديد الغليان وصبه على الثوب فجمد ذلك البياض ،ثم أخذه وشمه وذاقه فعرف طعم البيض، وزجر المرأة فاعترفت بكذبها .
*مر عمر ببيت في المساء كعادته في تفقد شئون رعيته ،فسمع صوت رجل وإمرأة يبدو من أصواتهما أنهما يمارسان الجنس ،وعند الصباح سأل عنهما ،فقيل له أنهما غير متزوجان،فأمر عمر بتطبيق عقوبة الزنى عليهما
لكن علي بن أبي طالب قال له
"أجئت عليهما بإربعة شهود "
فقال عمر" أنه شهدهما وحده".
فقال علي" لله أنه لا يحق عليه أن يحكم بعلمه وحده فعسى أن يكون قد شبه له ،أو أخطأ،لذلك لابد من تواجد الشهداء الأربعةكما نص القرآن وجرت السنة "
فوافقه عمر بن الخطاب رضي الله عنه،وكان يشدد في العقوبة بسبب تفشي الفاحشة بسبب الفتوحات الإسلامية وتغير الظروف الإجتماعية ،ولم يكن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أقل منه تحرجاً وتشدداً،لكنه أراد أن يحمي الناس من الأخذ بالظاهر
*وكان عمر يعتز بفقه علي الديني ويبحث عنه في القضايا المعقدة ..وفي يوم جاءت إلى عمر بن الخطاب قضية معقدة لكي يفتي بها شرعياً ،فجمع إليه الصحابة رضي الله عنهم ،وعرضها عليهم قائلاً"أشيروا لي"(انصحوني)
فقالوا جميعاً " ياأمير المؤمنين ،أنت المفزع وأنت المنزع "
فغضب عمروقال "اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً"
فقالوا "ياأمير المؤمنين ما عندنا مما تسأل عنه شيء"
فقال عمر رضي الله عنه :أما والله أعرف من لها "
فقالوا" كأنك تعني علي بن أبي طالب "
قال عمر "إنهضوا بنا إليه في بيته يؤتي الحكم"
فذهبوا إليه فوجدوه جالساً في بستان يقرأ الآية الكريمة
"أيحسب الإنسان أن يترُك سدُى" يرددها وهو يبكي
قال له عمر بن الخطاب وهو يشير إلى صاحب المشكلة
"أتى هذا الرجل فذكر أن رجلاًأودعه أمرأتين لكنه توفى عنهما ،فكانت كلتاهما تدعي الإبن لها وتنفي البنت من أجل الميراث .فطلب علي بن أبي طالب قدحاً،وقال لإحدى المرأتين
"إحلبي " فحلبت ،ثم طلب من الأخرى أن تحلب للطفل ،فوجد مقدار حليبها نصف المرأة الأولى ، فقال لها "خذي أنت إبنتك "
وقال للأولى "خذي أنت ولدك "
ثم قال" لبنة البنت نصف لبن الولد وميراثها نصفه "
فأعجب عمر ومن حوله بحكمة قضاء علي وقال له "يا أبا الحسن ،لا أبقاني الله لشدة لست لها ،ولا لبلد لست فيها ".
http://Www.salwaalmoayyed.com.bh